التسامح والعفو No Further a Mystery
التسامح والعفو No Further a Mystery
Blog Article
بالطبع يرجع التسامح والعفو بين البشر بالمنافع الجمة على المجتمع أجمع، لذا نتطرق لـ فضل التسامح والعفو في الإسلام، وذلك خلال السطور التالية:
إنّ الإنسان مخلوق اجتماعي بطبعه وفطرته التي فطره الله تبارك وتعالى عليها، ولا بدّ من إدراج بضع من الأمثلة حتى يتمكن مفهوم كل من العفو والمسامحة من التبلور في ذهن الإنسان، ومن ذلك:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من كف غضبه كف الله عنه عذابه، ومن خزن لسانه ستر الله عورته، ومن اعتذر إلى الله قبل الله عُذره".
يترتب على التحلي بالعفو والتسامح العديد من الآثار الإيجابية ليس على الفرد فقط وإنما على المجتمع أيضاً، ونذكر أهم تلك الآثار من خلال ما يلي:
العفو فعل خارجي يتمثل في إسقاط العقوبة أو الإنتقام بعد وقوع الإساءة، ويتطلب العفو هنا موقفًا محددًا يتم من خلاله التغاضي عن العقوبة.
يتضمن العفو بعدًا إصلاحيًا، فالعفو يُطبق عادة بعد الإساءة أو الظلم، وهو فعل يهدف إلى الإصلاح والمغفرة بعد الخطأ.
لذا فقد دعا نبي الله بالرحمة لكل عبد تعامل باللين والتسامح خلال معاملاته التجارية، حيث قال –ﷺ-: “رَحِمَ اللَّهُ رَجُلًا سَمْحًا إذا باعَ، وإذا اشْتَرَى، وإذا اقْتَضَى“.
من المهم فهم أن التسامح ليس مجرد تلبية للواجبات الدينية أو الأخلاقية، بل هو أساس لبناء علاقات صحية ومجتمعات متناغمة.
يتبين للإنسان أنّ العفو هو السبيل الأوحد من أجل العيش بسلام على هذه الكرة الأرضية، بعيدًا عن الحروب والنزاعات التي أتعبت الفنوس وكرهها البشر. المراجع
أما أرسطو فقد عدَّ التسامح أحد أشكال الفضيلة التي تسمح للإنسان بالاتفاق أو الاختلاف مع الآخرين وفق أسس أخلاقية بحتة، وترشده نحو التعامل الصحيح معهم، ورأى أرسطو الفضائل تعني إيجاد توازن بين نقيضين، وفي فضيلة التسامح يجد المرء توازناً بين الانصياع غير المحدود، والعجز عن التعصب بالأفكار والمبادئ والآراء.
في الفلسفة المعاصرة جاء تعريف نور مفهوم التسامح على لسان فريديريك نيتشه بأنَّه برهان يُستدلُّ به على شعور الفرد بالشك والارتياب تجاه المثل والمبادئ التي يتبناها، أما برتراند راسل فقد رأى التسامح ضرورياً لحياة الإنسان، فهو يعلِّمه تقبُّل ما لا يعجبه من أمور، والتعايش مع الآخرين من بني البشر.
تقليل انتشار العنف والتطرف: يعمل التسامح على تقليل انتشار العنف والتطرف في المجتمع، حيث يعزز قيم الاحترام والتسامح ويحد من الانقسامات والتمييز.
المساهمة في تَقبُّل الاختلافات ما بين الأشخاص والمجتمعات، والمساعدة في الحفاظ على الحقوق العامة والخاصة؛ الأمر الذي يؤدي إلى تحقيق القدرة على التعايش بين الأفراد والشعوب بعيداً عن الصراعات، أو مشاعر الحقد أو الكراهية أو البغضاء أو العنصرية.
إن التسامح خُلُقٌ عام وشامل تندرج تحته عدَّة أخلاقٍ سامية أخرى، ومن أهمها: الرحمة والعفو والصَّفح عن المسيئين عند المقدرة، والتعاطف، والرأفة، والإحسان والعدل، والسّلام - الذي هو الشِّعار الأوَّل للمسلمين والإسلام -، وعدم التَّشدُّد والاعتدال، ونبذ التزمت والتَّعصُّب في مختلف صوره الجاهلية كلِّها؛ مثل التعصب للجنس، أو النسب، أو اللون، أو اللغة، أو غيرها من التصرفات الجاهليّة، وقد ربط النبيُّ محمد صلى الله عليه وسلم بين أصل الدِّين الإسلامي والسماحة، فقد ذكر النبي في العديد من الأحاديث النبوية السماحة وَصْفًا مُلازمًا للدين الإسلامي؛ كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: [ بُعِثْتُ بِالْحَنِيفِيَّةِ السَّمْحَةِ][٩]، والمقصود أن رسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم رسالة حنيفيَّة، أي: تميل عن التسامح والعفو الباطل إلى الحق، وهي رسالة سمحة؛ أي يسيرة سهلة؛ فكل حياة النبي صلى الله عليه وسلم وإرشاداته وتشريعاته تقوم على السماحة واليُسر والتخفيف على الأمة.[١٠]